قوة المدن الصناعية في تركيا-كل مايتعلق بالإستيراد والتصدير والمنتجات المحلية
الاستثمار الصناعي في تركيا:
يعد الاستثمار الصناعي في تركيا أحد أهم الركائز في الاقتصاد التركي، و قد نمت الصناعة في تركيا منذ القرن الثامن عشر و تطورت مع الوقت بحيث أصبحت من أكبر البلدان المنتجة في العالم و قد حقق الاقتصاد التركي بدوره قفزة نوعية كبيرة من المركز 18 عالمياً إلى المركز 13 ، إلى جانب السياحة، و التجارة و سوق العقارات، فالصناعات التركية لا حصر لها، و القطاع الصناعي قطاع متطور و متجدد باستمرار، فقد وعت الحكومة التركية أهميته و عملت على إنشاء مراكز للبحث، بهدف التجديد و مواكبة التطورات و تأمين الاحتياجات الجديدة المتغيرة، نتيجة التطور السريع للتكنولوجيا، المؤثر المباشر على تطور آلية الصناعة، و قد قدمت الحكومة التركية الكثير من المشجعات للاستثمار الصناعي كنظام الحوافز، و توفير البنى التحتية و المعدات و المواد الخام، كما أن وجود سوق استهلاكية كبيرة و علاقات تركيا الجيدة مع مختلف دول العالم التي جعلت إمكانية التصدير و الاستيراد إلى باقي دول العالم من تركيا من أسهل ما يكون، من أكبر المشجعات على الاستثمار الصناعي في تركيا.
ميزات الاستثمار الصناعي في تركيا:
و بالإضافة لنظام الحوافز و المميزات السابقة الذكر، فإن المستثمرين في المناطق الصناعية في تركيا، يمكنهم التمتع بمزايا عدة، كالإعفاء الضريبي للمنشآت، من القيمة المضافة لشراء الأراضي، و بناء و استخدام المنشأة، و ضريبة العقارات، و تخفيض تكاليف الماء و الكهرباء و الغاز و الاتصالات.
و تخصص الحكومة التركية في مختلف أنحاء البلاد مناطق صناعية و هي عبارة مناطق واسعة منظمة، يتم تصميمها بحيث تتيح للشركات الصناعية و المعامل العمل ضمن بيئة ملائمة لتنفيذ نشاطاتها، عبر توفير كل ما يلزم من بنى تحتية قوية و جميع الاحتياجات اللازمة من ماء و كهرباء و غاز و اتصالات و مرافق معالجة نفايات و معدات و أيدي عاملة، كما و تضم كل من هذه المناطق مراكز إدارية لتنظيم سير العمل بالأساليب الصحيحة و تأمين فرص عمل و الحفاظ على الإنتاجية بشكل ممنهج، بالإضافة إلى وجود مراكز للبحث العلمي لتحسين و تطوير المصانع و الآليات.
المناطق الصناعية المنظمة في تركيا:
تتوزع المناطق الصناعية في تركيا و عددها 322 على ثمانين إقليماً، و قد تم تنشيط 255 منطقة منها يجري العمل فيها حالياً بينما تعتبر المناطق المتبقية قيد الإنشاء ، و تسعى الحكومة التركية بشكل حثيث لإنشاء المزيد من المدن الصناعية، لأهمية الصناعة و دورها في دعم الإنتاج المحلي و تحسين مستوى اقتصاد البلاد عامة و الدخل الفردي خاصة.
أهم الصناعات في تركيا:
و قد أصبحت تركيا عضواً في مجموعة الدول الصناعية العشرين التي تحتل ثلثي تجارة العالم و أكثر من 90% من الناتج العالمي الخام، كما أصبحت مصدراً للعديد من المنتجات التي لاقت استحسان كبيراً من قبل المستوردين ، وتعد اليوم المصنع الأول في أوروبا لأجهزة التلفاز و المركبات الخفيفة، و تسعى تركيا لتكون ضمن أكبر خمس بلدان منتجة صناعياً على مستوى العالم، كهدف من أهدافها بحلول عام 2023 ، و من أبرز الصناعات التركية في الوقت الحالي:
- صناعة الأثاث المنزلي و المفروشات.
- صناعة السيارات و المركبات التجارية الخفيفة.
- صناعة مواد البناء و الإكساء.
- الصناعات الغذائية.
- الصناعات الكيميائية.
- صناعة الملابس و النسيج.
- صناعة الأدوات المنزلية.
- الصناعات المعدنية ( نحاس – حديد – فولاذ – ألمونيوم).
- صناعة قطع غيار السيارات.
- الصناعات الكهربائية و الإلكترونية.
- الصناعات الكيميائية:
يبرز قطاع الصناعات البلاستيكية كأهم و أنجح وجوه الاستثمار الصناعي في مجال الكيماويات، حيث يساهم في 3% من إنتاج البلاستيك عالمياً، و تحتل تركيا الثاني لإنتاج البلاستيك على مستوى أوروبا، و المركز السابع عالمياً.
و تعد تركيا من أكبر المنتجين للدهانات حيث احتلت المركز الخامس على المستوى الأوروبي، و تحتل المركز الثاني كأكبر مستورد للبتروكيماويات.
و قد ضمنت البنى التحتية المطورة، و الأيدي العاملة الماهرة و تكاليف الإنتاج التنافسية التي توفرها الحكومة، و النمو الاقتصادي التركي، لقطاع الصناعات الكيماوية النجاح و تحقيق عائدات هائلة على المدى الطويل.
- صناعة السيارات:
بدأت صناعة السيارات تظهر في تركيا في أوائل الستينات، و قد بلغت قيمة عمليات الاستثمار في إنتاج السيارات حوالي مليون دولار، و نظراً لالتزامها بمعايير الجودة و السلامة الدولية، تنافس السيارات التركية اليوم أكبر الشركات العالمية كفاءة و جودة، و قد تميزت تركيا بتطوير منتجات و تصاميم الكثير من العلامات التجارية لإنتاج السيارات، نذكر منها Ford, Fiat ، و تحتل تركيا المركز ضمن أكبر الدول المصنعة للسيارات عالمياً، و المركز الخامس في أوروبا، و يتم توجيه ما يقارب 80% من الإنتاج التركي للأسواق الخارجية، حيث أنه يستخدم تركيا كقاعدة إنتاج ما لا يقل عن مورد على مستوى العالم ، و قد قامت تركيا بتصدير 986,000 سيارة لتكون المصدر الأول للسوق الأوروبية عام 2017.
و نتحدث فيما يلي عن أهم المناطق الصناعية في تركيا:
منطقة "أوستيم" الصناعية:
و تضم مصانع قطع غيار السيارات و المستلزمات الطبية و المواد الكيماوية و الصناعات المعدنية، و بعض مصانع المواد الغذائية بمختلف أنواعها.
منطقة"“أوسب" الصناعية:
و تضم مصانع مواد البناء و المعادن و الصناعات البلاستيكية و الأدوية و الأدوات المنزلية.
منطقة"أيتوسب" الصناعية :
و تضم مصانع باختصاصات مختلفة أيضاً منها الكيماوية و الأدوات المنزلية و الكهربائية و المعادن و الأثاث و النسيج.
منطقة "أورجانيزا" الصناعية:
و تضم حوالي 2000 ل 3000 مصنع ينشط معظمها في صناعة الأثاث الفاخر، و توزع الأثاث إلى جميع أنحاء تركيا ، بالإضافة لتصديره خارج الحدود التركية.
منطقة "توساب" الصناعية:
تشتهر بالصناعات النسيجية منها الأقمشة و الخيوط و الستائر.
و رغم تفشي وباء كورونا إلا أن تركيا تتابع في تطورها الصناعي الملحوظ فقد شهدت خلال فترة وجيزة افتتاح ما يزيد عن 500 مصنع جديد بالتزامن مع احتياجات السوق المتزايدة، مما يؤكد سير تركية نحو قفزة نوعية جديدة في المجال الصناعي.
و لا تكتفي تركيا بأن تكون بلداً منتجاً و حسب، بل تعمل على انعاش سوق الاستيراد و التصدير لديها، فهي تحتل اليوم المركز الخامس و العشرين لأكبر اقتصاد تصديري عالمياً، و المركز السابع في قائمة واردات الاتحاد الأوروبي، و لديها فرصة كبيرة لتصبح عضو في الاتحاد الأوربي، كما تعتبر طرفاً في الشراكة الأورومتوسطية ( بوروميد) و التي تسعى لتعزيز التكامل الاقتصادي ل16 دولة من منطقة البحر الأبيض المتوسط، مما شجع المستثمرين الصناعيين لإنشاء شركات و مصانع في تركياً سعياً وراء سوق التصدير ذو الأرباح و العائدات الكبيرة، تقوم تركيا بتصدير ما لا تقل قيمته عن 139 مليار دولار من البضائع سنوياً، في شتى المجالات منها مواد التنظيف و مساحيق التجميل و الكابلات و الألبسة و الأدوات المدرسية و المفروشات و الصابون و الأجهزة المنزلية و المعادن ( حديد ، زئبق ، نحاس ، منغنيز)، و بعض المواد الغذائية ( التين ، العنب ، الزيتون ، القمح ، التفاح، الخضار)، السكر و قطع غيار السيارات و المواد البلاستيكية، و الأخشاب، و يستورد الأتراك بشكل عام الذهب و الآلات و البترول.